السبت، 21 يناير 2017

ضِيقٌ يؤرِّقني\\\\ محمد القصاص



ضِيقٌ يؤرِّقني
قصيدة
بقلم الدكتور الشاعر محمد القصاص

ضِيقٌ يؤرقني وضيقٌ قاتـــــــــــلٌ *** والنفسُ في وهجِ الجمالِ تَـــــذوبُ
والبينُ شتَّتَ شملَـنا حتى غــــــــدا *** قلبي شمالٌ والحبيبُ جَنُــــــــــوبُ
أنَّى اتَّجَهْتُ فحيْرتي موصُولَــــــةٌ *** لم أدر هل يحنو الهوى ويَثُـــــوبُ
فلكلِّ شيءٍ في الحياةِ نهايــــــــــةٌ *** ولكلِّ شَمْسٍ في الأنامِ مَغيــــــــبُ
من غُربةٍ يا قلبُ تلقى غُربــــــــةً *** تَمضي ولا يبدُ اللقاءُ قريــــــــــبُ
لا الشَّوقُ يُدنيني ولا حُــــــبٌ ولا *** أملٌ يقرِّبُ خافقي فيَطيـــــــــــــبُ
نبعي الذي قد كان عذبا صافيـــــا *** يجتاحهُ قبلَ النُّضُوبِ نُضُـــــــوبُ
والذِّكرياتُ بخافقي مرسُومُـــــــةٌ *** بالشوقِ قد يأتي النَّوى وكُــــرُوبُ
حسبي من اللوامِ نارا بالحشــــا *** عبثا تشبُّ بأضلعي فتـــــــــــذوبُ
والهمُّ يقتلني وقد ظلَّ الهـــــــوى *** في مهجتي إذ يعتريني ضُـــروبُ
تمضي بي الأيامُ مغلوبٌ علـــــى *** أمري وحلمي أن يزورَ حَبيـــــبُ
الطيرُ تمضي بالحنينِ لغصنهــــا *** بين الروابي بالحنينِ طَــــــــرُوبُ
في ألفِ دربٍ قد مَشَيتُ مُعذَّبَـــــا *** يجتاحُني بالوَهنِ ألفُ خُطُــــــوبُ
ولألفِ رُكنٍ قد تَسيرُ مراكبــــــي *** جازتْ عُبابَ الكون فيه تَجــــوبُ
وبكلِّ دربٍ جُزتُهُ أنشــــــــــــودَةٌ *** كانتْ تناغمُ خافقي فيطيـــــــــــبُ
ولكلِّ صَوْبٍ ظلَّ يُرسِلُني الهـوى *** أمضي كأنِّى للمنونِ قريــــــــــبُ
أمضي وكلِّي همَّةً وشجاعــــــــةً *** لم أرعوي عن وجهتي وأثُــــوبُ
ساءلتُ هذا الكونِ وهو يُجيبنِـــي *** رغم السذاجةِ ظالمٌ ومُريـــــــبُ
فلكلِّ محزونٍ يُعاندهُ الهـــــــــوى *** قلبٌ من الأحزانِ كادَ يَـــــــذوبُ
فالهجرُ يبكيني يهَيَّجَ دمعتــــــي *** بين الجفونِ مسالــــــكٌ ودروبُ
فغدا مع الأيامِ مَحْضُ مؤمِّـــــــــلٍ *** لا يَسْتطيبُ العيشَ حيثُ يَـطيـبُ
يا مهجتي لمَ تَنطوينَ على الجـوى *** فالكبدُ حرّى والفؤادُ صَويــــــبُ 
كابدْتُ مرَّ العيش دهرا والــــــذي *** عايشتُه دهرا أتاني مُريـــــــــبُ
أوَ تبتغينَ اليومَ قتلي بالنَّـــــــــوى *** هل لي مَتابٌ عنكُمُ فأتُـــــــــوبُ
أدعوكَ باسمِ الحبِّ باسم مشاعري *** يا قلبُ فيما يَكتويكَ تَـــــــــذوبُ
عاندتَ والعُذَّالُ كثرٌ يا تُــــــــرَى *** عمَّا تعاندني أراك تتـــــــــــوبُ
فالبَسْمةُ الصَّفراءُ تُمطرني أســىً *** والحِقدُ يَفضَحُ فعلَهَم ويُعيــــــبُ
هذا وحقِّ بالله كان تَصَـبُّـــــــرِي *** بعد النَّوى والمفجعاتُ ضُـروبُ
والجنَّةُ الغنَّـاءُ أضحَتْ بالنَّــــوى *** غَبْراءَ ظلَّتْ يعتريها شُحُـــــوبُ
هذا قريبٌ للوِشاةِ مُــــــــــــؤازرٌ *** ماضٍ على فعلِ الذُّنُــوبِ دؤوبُ
والشامتونَ بحالتي كثرٌ وهـُـــــمْ *** لم يرعووا عن شَمتهم ويَؤوبــوا
للسَّاحِلِ الغربيِّ أحلامي مضـتْ *** تمضي مع الموجاتِ ثمَّ تَـؤوبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق