- أنا أتوه في مكان واحد
- بقلم الشاعر إبراهيم العمر
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- عندما أفيق من غيبوبتي فيك,
- أفيق من السكر
- وأستيقظ من النشوة والسحر,
- أشرد في غياهب الغروب,
- أشرد في شروق الشمس
- وولادة النهار
- وبساتين القمح
- وأشجار الزيتون.
- تسرقني الطبيعة منك لأعود إليك.
- أنا أعشق الطبيعة, أيتها الغالية,
- وكأنها جزء من ممتلكاتك.
- وكأنك أنت اشتريت الطبيعة ..
- وكأنك أعطيت كل شيء في الطبيعة لمسة منك ..
- كأنك أعطيت كل زهرة نفحة من عطرك ..
- الآن فهمت عشقي لك
- وفهمت عشقي للطبيعة.
- أنا أتوه في مكان واحد,
- سواء كان توهاني في الطبيعة
- أو كان توهاني فيك.
- أنا يا حبيبتي عندما تظلمني الدنيا,
- عندما أشعر باليأس والقهر والحرمان,
- عندما أهرب من العالم بأسره,
- وألتجيء اليك,
- وأرتمي في أحضانك,
- فأنا أرتمي في أحضان الطبيعة.
- أنا كان يغمرني هذا الإحساس,
- لم يكن يحضرني هذا الجواب,
- لم يكن يحضرني هذا التحليل.
- اعذريني, أيها الحب الكبير,
- اسمحي لي أن أضيع
- وأشرد في أحضانك
- وتحت فيء أشجارك,
- لا تبحثي عني,
- أنا منصهر في ترابك,
- انسيني,
- دعيني أرمي كل أعبائي
- وأغيب في سهولك ووديانك.
- فهمت الآن لماذا أحبك,
- فهمت لماذا أحب الطبيعة,
- الآن فهمت سر هذا الجمال
- في انعكاس أشعة الشمس
- على عرانيس الذرة
- مثل الذهب السائل
- تتدلى عليها خصلات الشعر الأشقر
- مثل خيوط الذهب الخالص عيار 24,
- الآن فهمت هذا الصفاء والنقاء في زهور البيلسان,
- الآن فهمت سر هذا العبير وهذا الشذا
- وهذا السحر الذي يأخذني في كل مرة
- أنا أختلي بنفسي
- وأسيل على سفح الجبل
- وعلى حبات الحصى المصقولة
- التي تلمع وتتغنج وتتمايل
- تحت لمسات مياه الجدول الصغير,
- تعانق عروق الجرجير,
- في الحديقة الصغيرة المليئة بالحيوانات الأليفة
- وشتى أنواع الأشجار والزهور.
- الآن فهمت سر هذا العشق وهذا الشغف,
- فهمت سر جمال هذا التناسق والإنسجام والتوافق والتناغم,
- فهمت سر هذا الإنجذاب والتوق والانسياق,
- فهمت ما الذي يأخذني مسلوب الإرادة,
- يسكرني وينشيني ويذيبني ويصهرني ويمحيني,
- فهمت ما الذي يتراءى لي في الوهم والهلوسة والخيال
- ويخربط كل تكاويني,
- يعيد ترتيب مكنوناتي وأفكاري وقصصي وحكاياتي
- ومخزونات القضايا المدفونة
- في مستودعات اللاوعي
- ومستوعبات الضمير.
- ــــــــــــــــــــ
- إبراهيم العمر
الأربعاء، 30 نوفمبر 2016
أنا أتوه في مكان واحد بقلم الشاعر إبراهيم العمر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق