الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

أنا أتوه في مكان واحد بقلم الشاعر إبراهيم العمر



  • أنا أتوه في مكان واحد
  • بقلم الشاعر إبراهيم العمر 
  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • عندما أفيق من غيبوبتي فيك, 
  • أفيق من السكر 
  • وأستيقظ من النشوة والسحر, 
  • أشرد في غياهب الغروب, 
  • أشرد في شروق الشمس 
  • وولادة النهار 
  • وبساتين القمح 
  • وأشجار الزيتون. 
  • تسرقني الطبيعة منك لأعود إليك. 
  • أنا أعشق الطبيعة, أيتها الغالية, 
  • وكأنها جزء من ممتلكاتك. 
  • وكأنك أنت اشتريت الطبيعة ..
  • وكأنك أعطيت كل شيء في الطبيعة لمسة منك ..
  • كأنك أعطيت كل زهرة نفحة من عطرك ..
  • الآن فهمت عشقي لك 
  • وفهمت عشقي للطبيعة. 
  • أنا أتوه في مكان واحد, 
  • سواء كان توهاني في الطبيعة 
  • أو كان توهاني فيك. 
  • أنا يا حبيبتي عندما تظلمني الدنيا, 
  • عندما أشعر باليأس والقهر والحرمان, 
  • عندما أهرب من العالم بأسره, 
  • وألتجيء اليك, 
  • وأرتمي في أحضانك, 
  • فأنا أرتمي في أحضان الطبيعة. 
  • أنا كان يغمرني هذا الإحساس, 
  • لم يكن يحضرني هذا الجواب, 
  • لم يكن يحضرني هذا التحليل. 
  • اعذريني, أيها الحب الكبير, 
  • اسمحي لي أن أضيع 
  • وأشرد في أحضانك 
  • وتحت فيء أشجارك, 
  • لا تبحثي عني, 
  • أنا منصهر في ترابك, 
  • انسيني, 
  • دعيني أرمي كل أعبائي 
  • وأغيب في سهولك ووديانك. 
  • فهمت الآن لماذا أحبك, 
  • فهمت لماذا أحب الطبيعة, 
  • الآن فهمت سر هذا الجمال 
  • في انعكاس أشعة الشمس 
  • على عرانيس الذرة 
  • مثل الذهب السائل 
  • تتدلى عليها خصلات الشعر الأشقر 
  • مثل خيوط الذهب الخالص عيار 24, 
  • الآن فهمت هذا الصفاء والنقاء في زهور البيلسان, 
  • الآن فهمت سر هذا العبير وهذا الشذا 
  • وهذا السحر الذي يأخذني في كل مرة 
  • أنا أختلي بنفسي 
  • وأسيل على سفح الجبل 
  • وعلى حبات الحصى المصقولة 
  • التي تلمع وتتغنج وتتمايل 
  • تحت لمسات مياه الجدول الصغير, 
  • تعانق عروق الجرجير, 
  • في الحديقة الصغيرة المليئة بالحيوانات الأليفة 
  • وشتى أنواع الأشجار والزهور. 
  • الآن فهمت سر هذا العشق وهذا الشغف, 
  • فهمت سر جمال هذا التناسق والإنسجام والتوافق والتناغم, 
  • فهمت سر هذا الإنجذاب والتوق والانسياق, 
  • فهمت ما الذي يأخذني مسلوب الإرادة, 
  • يسكرني وينشيني ويذيبني ويصهرني ويمحيني, 
  • فهمت ما الذي يتراءى لي في الوهم والهلوسة والخيال 
  • ويخربط كل تكاويني, 
  • يعيد ترتيب مكنوناتي وأفكاري وقصصي وحكاياتي 
  • ومخزونات القضايا المدفونة 
  • في مستودعات اللاوعي 
  • ومستوعبات الضمير.


  • ــــــــــــــــــــ
  • إبراهيم العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق