السبت، 29 أكتوبر 2016

اطلال.....بقلم محمد خالد

أطلال
لمّا يشيخ العشق
نبكي أطلالَ الليالي الغابرة
بوشم ذكريات عالقة
في تجاويف مظلمة
ونتحسَّرُ

نشعل الشموع ونطفئها
حول مرتع غرامنا
نتبع أثر اللمسات
ورنين الهمسات
ونتصوَّرُ

نهَنِّدُ السّيوف ونصقلها
لمّا صمت صريرها
وأصابها الصدأ
وبآهةٍ نرجعها إلى أغمادها
حين لا تقوى على الصَّدّ
ونتصبَّرُ

تتفسَّخ أصباغنا
ويعقُّ الشَّيب الأسود فينا
وتتدلَّى الجفون 
على تجاعيد الأخدّة
لتُليِّن مسالك العبرات
وتنهمرُ

نلعقُ حروفا من أغانٍ
قَرينَتُنا أصابتْهَا الخالداتُ
وأوتارُ الحلق لا تتحمّل الصَّفْق
ونحرّك هاماتنا 
لنضبط دندنة الإيقاع
ونتحرر

أركان جنّتنا تشيع بشِعَاع العناكب
والطيور الصغيرة تخطف رموشنا
لتُقيمَ أوكارها
لكنها لا تستقيم
نسيت حكمة البناء
وتتهوّر

القصائد فقدت مناعتها
وتفكّكت أبياتُها
لمّا أهملها السّاقي
لعل القوافي لا تجديها
فعَلَتْ أمواج البحور
وسفننا هرمت
لا تقدر على النّقر الراقي

وها نحن نبكي أطلال عكاظ
والمعلقات، وننبُش الماضي
لنسقي مايبس من فَنَنِ العروض
وما نجا من الاحتراق
واليُخوت بجانبنا 
تدفع ريحها قواربنا إلى الشّطّ
لتعانقها أنياب الصخور
ويفسد شعرنا
ونبرّر

محمد خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق