الخميس، 21 يوليو 2016

تحوﻻات وجه من الوجوه *** مؤيد بهنام


  • تحولات وجه من الوجوه....

  • وجهك المرهف بالاوجاع
  • مخضب بحزن الريح 
  • وتستفزه المسافات بغواياتها....

  • ستون حولا تظافرت على نحت قسماته الملتبسة
  • انوائها حفرت في عروقه اقانيما للرثاء وللعزاء
  • سحبها النزقة عطلت دمعته الحبيسة عن السقوط...

  • وجهك المنهك/ 
  • اسير غربته منذ الازل
  • رقيم سومري او بابلي
  • وجهك شبح أطل من مآذن الحداثة 
  • او مابعد الحداثة ...

  • وجهك المنهوك بحمى الرزايا
  • لم تشعر دوما أنه مسروق منك؟
  • هل فعلا انه مسروق؟
  • وياترى من سرقه منك؟
  • الرئيس المهيب؟
  • القبائل؟
  • بدو الصحراء؟
  • قوادوا السياسة؟
  • امراء الحروب؟
  • ام خصيانها؟
  • شعبك المترع بالهزائم؟
  • الإمام المعصوم؟
  • ام الخليفة؟

  • احقا كل هؤلاء ارعبهم وجهك 
  • فحاولوا سرقته منك؟!!!

  • ام حلمك السرمدي هو السارق؟
  • أيها  الطلل الوثني..
  • أيها العقل الذي اختار ان يكون كافرا...

  • وجهك المحفور بمعاول الزمن العاقر
  • شفرات التاريخ المغلقة في مساماته
  • وفي سحنته
  • لغز الوجود المعطل
  • آثار إقدام كلكامش بين منحنياته
  • وفي شعيرات دمه تسري وساوس ابن الرواندي
  • وخفايا اشراقات السهروردي...

  • وجهك ملاح مخضرم بآيات النجاة من الغرق
  • وسور السفر المستديم إلى موانئ الغربة المواربة
  • يبحر بقارب من الورق
  • في ابار الزمن العميقة...

  • وجهك الذي طاردوه كالفريسة
  • جريمته الوحيدة أنه اقترف حلما
  • ذات نزوة؟
  • فمرة نزعوا عنه جلده
  • ومرة صلبوه
  • ومرة شنقوه
  • ومرة اعدموه رميا بالرصاص
  • ومرة اذابوه حيا في احواض التيزاب
  • ومرة شردوه وغربوه
  • بمراسيم من سلاطين الضرورة التاريخية....

  • وجهك 
  • اعتبروه رمزا للجريمة وللخطيئة...

  • وجهك مازال حيا
  • بالصدفة
  • لا بالضرورة 
  • رغم كل عوامل التعرية والتنحية
  • لكنه لم يعد يحمل لا الهوية اللتي أردت 
  • ولا الهوية اللتي ارادوها لك...
  • وجهك صار قحفا تنمو فيه شتى الاعشاب.....

  • وجهك
  • متناثر في كل الجهات ....

  • وجهك وجه الإنسان
  • كما كان عليه منذ البدء ان يكون:

  • منفلتا من الأصول 
  • والشعارات 
  • وجه خارج الأطر 
  • فيه كل الجذور
  • ولاجذور له
  • فيه كل الاوطان
  • ولا وطن فيه
  • فيه كل الأديان 
  • ولا دين فيه....
  • فيه كل العناوين
  • ولا عنوان له....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق