الخميس، 21 يوليو 2016

بترول *** الجزء الاول *** عزالدين الصغير


  • تتكوّن هذه القصيدة من  جزأين : سأنشر الجزء الثّاني منها في آخر هذا الأسبوع.

  • قصيدة البترول (I)

  • حفرت في جلدي الجيولوجي الأصفر
  • فكانت الأمواج العاتية تعصف بتجهيزاتي 
  • وعتادي الأزرق،
  • تعمّقتُ في الحفر 
  • وما زلت أحفر في جلدي الأصفر- الأزرق
  • لعلّني أعثر على زيت العرب 
  • زيتي المتصوّف الجائر
  • يقبع فيه موتي. 

  • رحلتي في البترول أيّتها الأمّة 
  • رحلة عجائب وغرائب مصيري المستبدّ،
  • أنقع فيه استهتار الشّيطان منّي
  • وسخرية الأمم المختلفة من عمق حمقي،
  • سخّرتُ حياتي كلّها للحفر في الضّحك الأبيض
  • المسكون بالذّهب الأسود.... 
  • وحزن معادن قلبي العليل 
  • إيقاع آباري الصّامتة 
  • في فنائي الآتي.

  • نسجتْ جلدي الأرض والرّيح والمطر،
  • وفي جلدي الزّيتيّ يترسّب جينوم أجدادي 
  • وسفر النّبات والحيوان في بحار جلدي المجنّح
  • يكشف عمق السّماء والأرض 
  • في خلايا لغة الضّاد المسمومة بالبترول-الغاز 
  • نخاعي المستعبد. 

  • نخاعي ذهب أسود وغاز وغاز مسال
  • يجري في أوردة ومفاصل الأرض،
  • أرض أجدادي سفر جلدي المغتصب،
  • المفضضّ البكارة والحجاب،  
  • سفري المهزوم تقشعرّ له الأقمار 
  • في غمار سكر عرائس المافيا
  • وأفذاذ متسكّعي المال 
  • المسلوب.

  • تجوّلت في غاز أمّ الدّنيا
  • والأنابيب عصافير منتوفة
  • ترفض الشّدو
  • في أحضان المعدومين 
  • تبكي،
  • وذودي عن غازبترلوم و"كوتِزال" المهدور، 
  • الملغوم في فلاة "الخضراء" 
  • فلاتي الجرداء السّاهرة حتّى الفجر.

  • أطياف إبليس استقبلتني في حرائر 
  • الآبار المعلّبة
  • وأوصدت الباب في وجهي
  • بعد ما خرّبت أسراب الغزال 
  • ودجّنت الجواد الأصيل والسّاف والنّسر،
  • والإبل أشرعتي تندثر في نسف الوفود
  • وآثار البقاع المنكوسة في جلدي 
  • المتكلّس.

  • أنابيب الغاز الطّبيعي المسال 
  • تطير وتحلّق وتلتقي بالأنابيب البيضاء
  • المصبوغة بدماء المتوسّط
  • ودموع الموتى والمفقودين 
  • تدفع، في صراخ الكادحين، بالأنابيب الذّهبية
  • نحو جدران اليأس،
  • وأنا أحلم مع رعاع السّماء 
  • بطيور البرّية تعشّش في الأنابيب 
  • المعلّقة في حدائق التّيّارات 
  • الأعماق.
  • عبق البترول يتفجّر ويزدهر
  • في سجون مصادرة وعيي
  • الرّخيص. 

  • نهْب نفط الرّافدين يسقي كلّ شرايين 
  • الشّركات المختصّة في تدمير الشّعوب 
  • المستضعفة،
  • كلّ المعارك والحروب الّتي قتّلت وثكّلت 
  • ويتّمت أرض اللّه والأنبياء 
  • من أجل الغاز والبترول...
  • شوّهتني وهجّرتني 
  • وهجّنت إلى الأبد قبائلي 
  • وأصلي،
  • ودكّ الغاز- البترول روحي 
  • العربيّة في الوحل النّتن دكّا 
  • بدون أبواق إشهار 
  • ولا ولائم في دجى
  • ترانيم أنشودة الأناشيد.

  • عزّالدّين الصّغيّر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق