- تتكوّن هذه القصيدة من جزأين : سأنشر الجزء الثّاني منها في آخر هذا الأسبوع.
- قصيدة البترول (I)
- حفرت في جلدي الجيولوجي الأصفر
- فكانت الأمواج العاتية تعصف بتجهيزاتي
- وعتادي الأزرق،
- تعمّقتُ في الحفر
- وما زلت أحفر في جلدي الأصفر- الأزرق
- لعلّني أعثر على زيت العرب
- زيتي المتصوّف الجائر
- يقبع فيه موتي.
- رحلتي في البترول أيّتها الأمّة
- رحلة عجائب وغرائب مصيري المستبدّ،
- أنقع فيه استهتار الشّيطان منّي
- وسخرية الأمم المختلفة من عمق حمقي،
- سخّرتُ حياتي كلّها للحفر في الضّحك الأبيض
- المسكون بالذّهب الأسود....
- وحزن معادن قلبي العليل
- إيقاع آباري الصّامتة
- في فنائي الآتي.
- نسجتْ جلدي الأرض والرّيح والمطر،
- وفي جلدي الزّيتيّ يترسّب جينوم أجدادي
- وسفر النّبات والحيوان في بحار جلدي المجنّح
- يكشف عمق السّماء والأرض
- في خلايا لغة الضّاد المسمومة بالبترول-الغاز
- نخاعي المستعبد.
- نخاعي ذهب أسود وغاز وغاز مسال
- يجري في أوردة ومفاصل الأرض،
- أرض أجدادي سفر جلدي المغتصب،
- المفضضّ البكارة والحجاب،
- سفري المهزوم تقشعرّ له الأقمار
- في غمار سكر عرائس المافيا
- وأفذاذ متسكّعي المال
- المسلوب.
- تجوّلت في غاز أمّ الدّنيا
- والأنابيب عصافير منتوفة
- ترفض الشّدو
- في أحضان المعدومين
- تبكي،
- وذودي عن غازبترلوم و"كوتِزال" المهدور،
- الملغوم في فلاة "الخضراء"
- فلاتي الجرداء السّاهرة حتّى الفجر.
- أطياف إبليس استقبلتني في حرائر
- الآبار المعلّبة
- وأوصدت الباب في وجهي
- بعد ما خرّبت أسراب الغزال
- ودجّنت الجواد الأصيل والسّاف والنّسر،
- والإبل أشرعتي تندثر في نسف الوفود
- وآثار البقاع المنكوسة في جلدي
- المتكلّس.
- أنابيب الغاز الطّبيعي المسال
- تطير وتحلّق وتلتقي بالأنابيب البيضاء
- المصبوغة بدماء المتوسّط
- ودموع الموتى والمفقودين
- تدفع، في صراخ الكادحين، بالأنابيب الذّهبية
- نحو جدران اليأس،
- وأنا أحلم مع رعاع السّماء
- بطيور البرّية تعشّش في الأنابيب
- المعلّقة في حدائق التّيّارات
- الأعماق.
- عبق البترول يتفجّر ويزدهر
- في سجون مصادرة وعيي
- الرّخيص.
- نهْب نفط الرّافدين يسقي كلّ شرايين
- الشّركات المختصّة في تدمير الشّعوب
- المستضعفة،
- كلّ المعارك والحروب الّتي قتّلت وثكّلت
- ويتّمت أرض اللّه والأنبياء
- من أجل الغاز والبترول...
- شوّهتني وهجّرتني
- وهجّنت إلى الأبد قبائلي
- وأصلي،
- ودكّ الغاز- البترول روحي
- العربيّة في الوحل النّتن دكّا
- بدون أبواق إشهار
- ولا ولائم في دجى
- ترانيم أنشودة الأناشيد.
- عزّالدّين الصّغيّر
الخميس، 21 يوليو 2016
بترول *** الجزء الاول *** عزالدين الصغير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق