- *** الـــــســـراب ***
- عــســعــس الـلـيــلُ بعــدمـا
- غــرِق الأصـــيلُ فى اليــمِ البعــيــدِ
- وأســدل النــهــارُ سِـــتـــارِهِ
- أمــلاً فى لِــقــاءِ غــدٍ جديدِ
- وبعــدمــا كان الكـــونُ فــِ صخـــبِ ورنــيــنِ
- وأســـرابُ الطــيــرِ تــشــدو
- وفىّ سمـــائِــهــا تــغــدو
- جـــنّ اللــيــلُ
- فـَ لَــمّ يــبــقّ سـوى هــمـسٍ وأزيز
- ودقـــاتُ شــجــنٍ وأنــيــن
- وأنّــــاتُ ضــعــفٍ ســاهِـــرة’’ فــى جــســدٍ حــزيــن
- وبـــقــايا روحٍ عــالِــقــةٍ فــى جُــدرانِ شــوقٍ وحــنــيــن
- دنـــىّ اللـــيــلُ مِــنـــى يــتـــشِــحُ الســـوادا
- وزاغ القــمـــر ُ فــى حلــكــةِ اللــيلِ
- بعدما كان عاشِقاً لِلسُهادا
- جــاء الليــلُ فــى خِــضّــم أحــزانــى
- يــفــترِشُ كــفـــيــهِ لِأُلــقـىّ أشــجــانــى
- بيــن راحـــتـــيــهِ تــخــمِــدُ أنّـــاتــى
- بيــن أحــضــانِــهِ احــتــوى ثوراتــى
- واســتــراحـت مِــن وعــثــائِــهــا قــســمــاتــى
- واســتــكــانت فــى سُــبــاتِــهــا أوداجــى
- بعــدمـــا انتــفــضــت مِن فــرطِ غِـضــابــى
- يــســألُــنــى لِــمــا غدوت بِالأمـسِ فى حــالٍ ولاأفضلُ
- صبوحُ الوجــهِ باسـِم الفــاهِ
- إطــلالــة’’ بــاديــةُ فــى خُــطــاكــا
- بشــاشـــة’’ زاهــيــة’’ لاتُحــــاكــا
- أســاريرُك حينما تنبسِطُ
- كأنّمــا بِئر يفيضُ ولاينضبُ
- وأصبحــتُ اليوم فـى حــالٍ ولاأسوء
- تُغــادِرُك الــمُــنــىّ تُــداهِمُــك المــنـــايا
- تُــبــاعِــدُك الخُـــطـى تُــراوِدُك الخــطـــايا
- فمــا خــطــبُــك ومــادهــاكــا
- أســـقــم’’ أصــابك
- أم خُـــذِلت فى هــواكــا
- لعمُرِك ياليل
- أعطيتُهُ من نبضِ فؤادى
- عاش هو فى رغّــدٍ وهنــاءِ
- وبــات جســدى فى ألمٍ وعــناءِ
- أسقيتُهُ من نهرِ وريدى
- فصار هو فى اكتِفاءِ وارتِواءِ
- وبِتُ أنا فى شبقٍ واشتِياقِ
- شدوتُهُ فى نغــمـــى
- فصار هو فى طربٍ وإمتاعِ
- وبات قلبى فى عوّزٍ واحتِياجِ
- وأفنيتُ لهُ عُمراً
- ودعّت فيهِ أجفانى ملذات السُباتِ
- واشتهت فيهِ أهدابى مُرّ السُهادِ
- وهجرت فيهِ مُقلاتى طيِب النُعاسِ
- قدر’’ أسيرُ على خُطــاهُ
- إرتضيتُهُ سبيلاً ومارتضيتُ سُواه
- ومنّ هويتُ ياليلُ
- أســقيتُهُ من نبعِ حــنانى
- وأشجـــيتُهُ بِمعسولِ كلامــى
- أهديتُــهُ من رحيقِ زُهــورى
- وعبّقتُهُ بِأريجِ ورودى
- إصطفيتُهُ من زُمرةِ صفوتى
- ملِـكــاً مُتــربِعــاً علـــى عرشــــى
- يجـــوبُ كيفــمــا يشــاءُ
- وبات قلبـى لهُ وطــن’’
- فصـــار متــاع’’ لهُ ومعــاشُ
- وأبقيــتُ لِأجــلِهِ حــياتى
- زادُهُ التى بها يتزودُ
- فيضُ أملٍ فــى رِحـــابِهِ يأملُ
- طرحُ خــيرٍ فى طرحــِهِ يغنمُ
- لكــِنّــهُ ســراب
- كُنتُ أُلاحِــقُــهُ
- والهـوى الذى أسديــتُ
- جــارّ عليهِ جــائِر’’
- أكفيــتُ ماستكفيتُ
- وفى خــاطِرِهِ همس ُ عابِرُ
- بقلمى|
- " أحـــمـــد النحراوى "
السبت، 18 فبراير 2017
* الـــــســـراب\\\\أحـــمـــد النحراوى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق