الأحد، 24 سبتمبر 2017

قصة قصيرة / سامي شكرجي ######## الناجي ********

قصة قصيرة / سامي شكرجي ########الناجي ******** وكأنه على دراية من أمره ، أم هو بفراسته التي ما خابت يوما ليتوقع ما سيؤول به الأمر مع أقرانه ، تخفّى بين الرّكام والزوايا ، وتخطىّ جميع العوائق وتحمَّل الغبار والأتربة ، بل وغرق فيها حتى أصبح لونه مثلها .ومن زاوية بعيدة وهو يراقب بصبر جميل وتحمّل يصْعب وصفه ، فلا أحدَ يجرأ أن يخبره بما جرى ، ولكن .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. فانتقل له دخان كثيف من مسافات بعيدة ، يحمل في طياته عبير كلمات تشتَّتْ ، وحروف تبعثرت ، وأغلفة تهشمت ، بكت على نفسها من دون أن يبكي عليها أحدُُ ، فجميع سكان الحي قد غادروه ، حفاظا على حياتهم ، إلاّ من تمكن من تدبير أمره ، أو هو معهم ، وبقوا هم في جحورهم متراصّين ببعضهم ، يرتجفون من الخوف ، يبكون أمرهم ، لا يجرأ أحدُُ إنقاذهم ، وكذا مشى الأمر على غيرهم ، ولولا تصدّي جارنا لهم ووقوفه بوجههم ، لنٌسِف الدار ، ولَبَقتْ أطلاله تسرّهم .تلك هي التي استفزّتهم وأرعبتهم ، وما تبقّى منها ، كان بعيدا عن أنظارهم ، مكتبة حُرقت ، حرق الله أكبادهم ، كتب فكر وسياسة واجتماع ، ودواوين شعر لنازك الملائكة والرصافي ونزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم.لكن حبل الظلم قصير..اندحرت القاعدة .. عادوا وبيوتنهم خاوية ، إلاّ من رحمته تعالى ، فصاروا أفضل مما كانوا عليه ، ومن هذه اللحظة ، لا حيلة له ، وبقي يحوم ويبحث عن وسيلة يصل من خلالها إليهم ، يٌقلِّب صفحاته ويضمد جراحاته ، يهئّ نفسه ويستعِّد للقائهم وهو شامخ ، مسطرُُ للتاريخ أروع آيات الصبر، فكان على يد ابن أخي نبيل ، عندما زيارته مع ابن خاله أحمد ، إلاّ أنه تخفّى في كيس صغير وبصحبته دفتر مذكرات يعود لسنين غابرة .. تخفىّ ليفاجئ الجميع بفرح مفعم بالحزن ويقول :لقد نجيت وأنا الآن بينكمأني أناديوان بدر شاكر السيّابتعالوا إلىَّ .. اجتمعوا حولي ..إنّي أحبكم أحب أن أكون في أحضانكم .سامي شكرجي25/ 11 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق