الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

أقدسك،،،،محمد خالد سلا

أقدّسك
أقدّسك
أيتها القديسة الأنثى
أنت الأم والحبيبة والأخرى
كيفما كان اسمك
أنت الأزهى
من شَهْدِ النحل عسلٌ
فأنت الأحلى
ومن تَوهُّج الشمس صفاء
فأنت الأبهى
أستنشق فيكِ طيب المسك
أكنت راكبةً حوت عنبر؟
أم ساقيةً عرسة زهر؟
إذن فأنت الحبق
الذي اُسْتقِي منه العبق
استنشقت من زفيرك نسيمَ الشدى
فأنعشني حتى الرعشة الأرقى
أيتها القديسة الأنثى
أقدسك
فأنت الأنقى
أنت الطاهرة والأسمى
صفاءَ زلالِ زمزم
أمّي : أنت الأولى والأغلى
لمّا أُقبِّلُ قدميك
أكون قد توضأت
فأصلّي
حبيبتي : أنت الثانية والأندى
فيك العشق والغرام والسجى
حين أطوف حولك
أسكر حتى الثمالة المثلى
أما الأخريات: هن القديسات
اِسألوا العظماء كم ركعوا لهن؟
اِسألوا قيسا وجميلا؟
اِسألوا عنترة وشهريار؟
اِسألوا مَن وراء الأبطال؟
أمّا أنا أقدّسكِ
أيّتها القديسة الأنثى
أين ما كنت
أقدسّكِ
أنتِ ملائكية الأصناف
وكاملة الأوصاف
أنتِ فردوسيةُ الألوان
وموناليزيةُ الأطباق
زادكِ الخجلُ بريقا
وتروقين لكلِّ الأذواق
وأنتِ الأطيب والأشهى
أقدّسكِ
أقدّسك أيّتها العظمى
خُلِقْتِ ليركعَ الوُلَّهُ
والمتيّمون عند قدميك
وينحنيَ أوفياءُ الهوى
ويلعقواْ أناملَكِ
اِسأليهم: هل يُحسّون بدبيب
يسري في عروقهم
كعاشق أسقمه النّوى؟
هكذا خُلقتِ، يبجلونك
ويسعون الرضا
من مقامك الأبقى
أقدّسك
أقدّسك أيتها القديسةُ الأنثى
لولاكِ لَمَا خُلِقَ الدجى
ولا أ ضاءت شموعٌ ولا ثريا
أنت الشِّقُّ الأول والأقوى
وأنا النصف الثاني طالني الصّدى
أدخليني رحابَ السمر والمغنى
وعلميني الغرام والعشق
لأكتملَ كالبدر
وأولدَ عند بزوغ الفجر
وأصلّي
أقدّسك أيتها الأنثى
أنت التاريخ الشامل المدى
سمعتُ رِشْقَ أقلامٍ تسجّل لكِ
كم أوْقدتِ في الحروب
من فتائل؟
وكم من حرائق أذكيتِ نارَها؟
وكم أفنيْتِ من أرواح؟
اِسألي أطلالَ طروادة
وخنادقَ البسوس؟
اِسألي نيرونَ وقرطاجةَ
ورحَى الزّمن الغابر؟
فأنت دوما الدّاءُ والتّرياق
ومع ذلك ، أقدّسك
أيتها القديسة الأنثى
أنتِ في كلّ مكان أجدكِ
في القمر ملاّحة
وفي البحار كشّافة
وفي الحب جرّاحة
وأجدك في دموعي، ونَفَسي،
وذائقتي، مادمت حيا
أنت الرّشوفُ الفضلى
منك الشّذو شذا
وأنت جُبُّ مَسْقَى عشقٍ
تروي الظّمأى
لولاكِ لَمَا كُنتُ ولا كانَ
ولا كان الموتُ
وأنت المُرتقى
أقدسك
وسأبقى أقدسك
أيتها الفاتنة الأنثى
سَلامٌ على أمّي
وسلامٌ عليكِ
محمد خالد سلا
الصورة من الويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق